الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وبعد:
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم ) - النساء وقال: ( ولا يجرمنكم شنئان قومٍٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) - المائدة - وقال تعالى: ( ومن
يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) - النساء.
وقال النبي ?: ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) - رواه البخاري -. وجعل النبي ? قتل النفس المعصومة من أعظم الذنوب بعد الكفر والشرك فقال ?: ( اجتنبوا
السبع الموبقات، قيل يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ... ) الحديث متفق عليه، ويشترك في ذلك من باشر القتل وأيده وأعان عليه.
لأجل ذلك يستنكر التجمع الإسلامي السلفي هدر الدماء، والمجازر التي ارتكبت ومازالت ترتكب تجاه إخواننا في مصر الحبيبة.
إن الخلاف في السياسة لا يمكن بأي حال أن يكون مدعاةً للقتل وسفك الدماء.
إن الأمة المصرية وبشهادة العالم أجمع قد اختارت رئيسها الدكتور/محمد مرسي بانتخابات حرة نزيهة، واعترفت به دول العالم كلها، فهو الحاكم الشرعي واجب السمع والطاعة، وأن ما حدث
من انقلاب هو اغتصاب للسلطة، وخروج على الشرعية، وخيانة للأمة ونقض لعهدها وميثاقها.
إن من حق معارضي الرئيس الاعتراض على كل ما يرونه من أخطاء قد وقع بها، وفق الطرق الشرعية والدستورية والقانونية، وهم قد فعلوا أكثر من ذلك، فقد اعتصموا وتظاهروا، واقتحموا قصر
الحكم، وأتلفوا الممتلكات العامة، واعتدوا على الأرواح، قبل وإلى ما بعد الثلاثين من يونيو، ومع ذلك لم يحرك الجيش ساكنا، ولم تتدخل الشرطة، ولم يُسْتَعْمَل العنف لتفريقهم، ولم يوجد من
يستنكر ذلك سواء داخل مصر أوخارجها، بل تم مكافئة القلة المخربة وذلك بالانقلاب على إرادة الشعب المصري وعزل الرئيس!!.
إن خروج الملايين من المؤيدين للشرعية والمطالبين بعودة رئيسهم المنتخب الدكتور/ محمد مرسي بمظاهرات واعتصامات سلمية - نتفق أو نختلف معها - لا يمكن أن تكون ذريعة للقتل، أو
تبريرا للقاتل، ولا يجوز بحال أن تمتهن كرامة المعتصمين أو يتم اعتقالهم والتنكيل بهم، والتشنيع عليهم.
وختاماً نناشد جميع أخوتنا في مصر شعبا وجيشا بالاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه ? ولزوم من يوثق بدينه وعلمه من علمائهم، والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها وعدم تجاوز إرادة الشعب
المصري الذي اختار رئيسه بكامل حريته، والمحافظه على أخوة الدين، والدماء المعصومة، واحترام المواطنة لكل أطياف المجتمع المصري.
اللهم أبرم لأهلنا بمصر أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويأمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر، والحمد لله أولا وآخرا.
التجمع الاسلامي السلفي
الكويت 23 رمضان 1434ه
تعليقات 7