الوجه الآخر للوباء.. بقلم ناصر الجعفري

( الوجه الآخر للوباء )
بقلم /ناصر الجعفري
كورونا أوقفت الحروب المستمرة في بعض الدول وكأنها رسالة سلام ربانية ليوقفوا هذا القتال .
كورونا كشفت لنا مدى ضعف جميع المنظومات الصحية في جميع دول العالم، والتي بدأت بالانهيار الصحي أمام قوة رب العباد . وهنا نستذكر مقولة الرئيس الإيطالي: كل حلول الأرض انتهت ويبقى حل السماء .
كورونا جعلتنا نغير من ثقافة السلام بيننا ونكتفى بالمصافحة لا بالتقبيل، وكلها عادات يجب أن تتم معنا من جانب وقائي حتى ما بعد كورونا. وفي السنوات السابقة في مثل هذا الوقت كانت تكثر حالات الانفلونزا تصاحبها الحرارة المرتفعة، وبحمد الله فإنها أصبحت شبه منتهية في هذه الأيام لسبب فعلي، لأننا التزمنا بالتعقيم والسلام بالمصافحة فقط، وكأننا منعنا انتشارها بإجراءات احترازية بسيطة وغير مكلفة. ولنرجع بالتاريخ للخلف لنجد أن التقبيل بدعة من ثقافة أفريقية انتقلت من الحبشة إلى اليمن وصولاً الينا، وهي ليست من عاداتنا ولا ثقافتنا .
كورونا أوقفت كل سذج المجتمع من المشاهير ومسلسلاتهم الهابطة التي ضربت بقيم المجتمع وأثرت على سلوكيات وتصرفات شبابنا، وللأسف كانت اغلبها تعرض في شهر رمضان شهر العبادة والطاعة. ولله الحمد الان تبين لنا حجمهم الحقيقي ، لأنه بكل بساطه لادور لهم الان في هذا المشهد .
كورونا جعلتنا نرى الأبطال الحقيقيين ونشعر بقيمتهم الحقيقية المغيبة عنا من الأطباء والممرضين ورجال الداخلية والمتطوعين وكل القطاعات التي شاركت وكأنهم في سيناريو فلم يعرض ، ولكن هذه المرة مختلف جداً، حيث كانت جميع المشاهد حقيقية والعرض فيها على أرض الواقع، وكانت لا تحتاج لإنتاج ولا لإخراج .. بل تحتاج لاسم فقط وهذا الاسم شاءت الأقدار أن الكل متفق عليه
(( أبطال من بلدي )) .
كورنا نبذت كل أشكال الطائفية في مجتمعنا وأصبح الكل يداً واحدة وقلباً واحداً ينبض بحب هذا الوطن، وكما قال وزير الصحة في احدى جولاته بالمستشفيات: خلف الكمام لا تفرق بين الكويتي والبدون والوافد .
كورونا جعلتنا نلتف حول عائلاتنا ونكتشف مهارات أولادنا وسلوكياتهم وجعلتنا نسمعهم أكثر.
كورونا جعلتنا نسأل عن جيراننا كما بالسابق ونتكاتف معهم ونسألهم عن احتياجاتهم ونتعرف عليهم أكثر .
كورونا جعلتنا نعرف حجم الإنسان الحقيقي وأن العالم كله بين ليلة وضحاها أصبح تحت رحمة رب العباد … اللهم الطف بالبلاد والعباد